العســــل مضاد حيـــــوي طبيعي
العســــل مضاد حيـــــوي طبيعي
منتصر صباح الحسناوي
رئيس جمعية نحالي النجف الاشرف
مقالة أرسلت بالبريد الإلكتروني
رئيس جمعية نحالي النجف الاشرف
مقالة أرسلت بالبريد الإلكتروني
استخدم قدماء المصرين واليونان العسل لتحنيط موتاهم , فقد وجد الطبيب العربي الرحالة عبد اللطيف،[1] أناءً مُحكم الإغلاق في أحد إهرامات الجيــزة وبه جثة طفل محفوظة جيداً في العســــل .
وكذلك جثة الأسكندر الأكبر الذي مات بعيداً عن مكان دفنه قد غمس في العسل حتى وصلت إلى المقر الذي دفنت فيه , ومثل هذا حدث بالنسبة لجثتي اجيسبوليس و اجيسيلوس من ملوك إسبارطة وارستوبولس من ملوك اليهود القدماء.[2] و حديثاً وجد ان العسل يحتوي على المضادات الحيوية ( Antibiotics ) وتأتي من النباتات , ومن إفرازات النحل وبعضها من غدد في أرجل النحــــل , كمفصليات الأرجل وهذه الأخيرة ذات أهمية كبرى وحديثه في مجال الصادات الحيوية وهي تؤثر على جراثيم معندة للمضادات الحيوية , كبعض أنواع السيدوموناس(Pseudomonus) كما يمنع العســــل بسكرياتهِ نمو الجراثيم وعلى تركيز (17 -20%) من الماء بينما يحتوي العســـل على حوالي 75% من السكريات , كما يوجد عنصر البوتاسيـــــــوم والماء الأوكسجيني المتولد في العســل أهمية في تكوين بيئة غير مناسبة لنمو الجراثيم والفطريات إضافة لوجود مادة (Inhibine) و الفلافونويد .
فالعسل أيضاً عامل نمو هام حيوي طبيعي هو البيوس الذي لم يستطع العلم أدراك ماهيته أو تصنيعه كما في الطبيعة حتى تاريخه , وللدلالة على أهميته إذا وضعنا في محلوله عقل نباتات صعبة التجذير وأغصان أشجار مقطوعة حديئاً, كونت جذوراً وعاشت [3] .وقد أجرى الدكتور ( ف ج ساكيت ) وهو من علماء الجراثيم بجامعة كولورادو الأمريكية أجرى تجربة علمية حصل فيها على نتائج باهرة حيث قام بزرع جراثيم مختلف الأمراض في عسل النحل الطبيعي وكانت النتيجة كالآتي: [4]ميكروب التيفود(Typhoid) مات بعد 48 ساعة ميكروب الباراتيفود(Paratyphoid) مات بعد 24 ساعة, وهو الميكروب المسبب لحمى الأمعاء ماتت جراثيم الألتهاب الرئوي في اليوم الرابع. ماتت جراثيم الدوسنتاريا بعد 10 ساعات . ماتت جراثيم متعددة توجد في المعدة والأمعاء بعد 5 ساعات فقط . والشعوب القديمة كلها كانت تبدي نوعاً من الاحترام للنحلة وتميزها عن باقي الحشرات والحيوانات ولقد كتبت كثير من الأساطير والحكايات الشعبية والأشعار حول النحل العراق تربية النحل منذ 5000 سنة ق- م في العهد السومري حيث وجدت كتابات حول النحل على الألواح الطينية التي يزيد عمرها على 4000 سنة ق-م
و من بين أقدم اللوحات السومرية مؤرخة منذ تقريبا 3000 عام ق.م ، تحمل وصفات إستعمال العسل لعلاج إلتهابات الجلد أو القرحة " ([2], و في أور جنوب العراق وجدت كتابات حول العسل يعود تاريخها إلى 2000 سنة ق-م و استخدم الشعب البابلي العسل لعلاج الأمراض كما ذكر الملك البابلي حمورابي العسل في مسلته المكتوبة على حجر الصوان (وهي موجودة الآن في متحف اللوفر بباريس) و رسمت النحلة على العملة القديمة لمدينة بابل التاريخية .
وفي مصر القديمة، ومنذ حوالي ستة آلاف سنة بنى نصب "فلاميش" التذكاري الذي كان يعتبر شعار الدولة في مصر السفلى، ويتمثل بصورة نحلة خافضة رأسها وناصبة أجنحتها، وكان تقديس النحلة واحترامها لدى المصريين يعتبر نوعاً من التقرب والزلفى إلى "فرعون".و أعاد الدكتور لوكهيد [5] التجربة و أكد النتائج التي توصل لها ساكيت من أن الجراثيم الممرضة للإنسان تموت بالعسل ولكنه أضاف بأن بعض الخمائر المقاومة للسكريات و غير ألممرضه للإنسان يمكنها أن تعيش بالعسل ولا تؤثر في طعمه .
ويعلل المؤلفون خواص العسل المبيدة للجراثيم بآليات متعددة ، فالطبيب الإيطالي "أنجيلو دوبيني" يرجع ذلك لوجود حمض النمل (Formic Acid) والذي يعتبر من أفضل المواد المضادة للعفونة . أما الدكتور هوشستر (HOCHSTER)[6]فينسب قتل الجراثيم للبيئة السكرية العالية التركيز بالعسل .
ونقض هذه النظرية دراسة قام بها ميلادينوف(S.MLADENOV) في كتابه (العسل والمعالجة بالعسل) [7]حيث قام بدراسة الخواص الحافظة لخمسة أنواع من عسل النحل إضافة لعسل صناعي بنسب سكرية معادلة لتركيز العسل الطبيعي حيث وضعها بأواني معقمة ووضع في كل إناء أنواع من الحبوب وقطع حيوانية طازجة ، وكانت النتائج وجود تعفن في جميع المواد المحفوظة في العسل الصناعي منذ اليوم الخامس لحفظها على العكس من المواد المحفوظة في العسل الطبيعي التي حافظت على حالها دون تغيير في الشكل أو الرائحة لمدة أربع سنـــــــوات .أما ريمي شوفان (REMU CHAUVEN) [8]فيؤكد وجود مواد مانعة لنمو الجراثيم في العسل و ليس كونه ذا تركيز سكري عالي فقط ،كما أكد كل من موهريغ و ميستر [9] أن خميرة الحالة (Lysorym) و الموجودة في كل من العسل وسم النحل هي المسؤولة عن خاصية إبادة الجراثيم و هي موجودة أيضاً في معي النحل و معدته. [10]
و أثبت العالم دولد (DOLD) وزملائه[11] برهاناً على وجود مواد مضادة للجراثيم في العسل الطبيعي دعوها (Inhibine) ووصفت بأنها تتأثر بالحرارة و الضوء ، وإن هذه المادة المانعة توقف نمو العصيات التيفية ونظيراتها وكذلك المكورات العنقودية سواء البيضاء (Albus) أو المذهبة (Aureus) ، وكذلك عصيات شيغا الزحارية السامة (Shiga) وعصية فلكسر (Flexer) الزحارية غير السامة وعصيات القيح الأزرق وضمات الكوليرا ، كما تؤثر بوضوح تماماً على عصيات الخناق (الدفتريا) وغيرها .
وفي تفسير التأثير المانع أو المثبط لنمو الجراثيم في العسل الطبيعي نظرية أخرى ترجع هذا التأثير إلى ما يحويه العسل من الماء الأوكسجيني (Hydrogen Peroxide) وهو قاتل للجراثيم وأول من اكتشف و برهن على وجود الماء الأوكسجيني في العسل هو الدكتور جونثان وايت (JONATHAN WHITE) وذلك في مختبر أبحاثه في مدينة فلادليفيا الأميريكية. [12]
ودلت الأبحاث إن المواد المانعــة لنمو الجراثيم تــزول أو تتبدد بالحـــــرارة ، ولكنها تضل فعالة عند جعل العسل معتدلاً (Neutralistion). وقد نجح العسل فيما فشلت فيه جميع أنواع المضادات الحيوية الجديدة وذلك فيما يخص القضاء على (السوبر بكتيريا) البكتيريا الخارقة، والتي تعرف مختصرة بـ : (Methicillin Resistant Saphylcoccos Aureus (mrsa وتتمثَّل خطورة هذه البكتيريا في أنها تنتشر في المستشفيات،وتقاوم أحدث وأقوى المضادات الحيوية.وقد استعمل الباحثون مزيجاً من عسل نحل خاص أطلقوا عليه اسم (عسل سوبر)، وقد أثبتت التجربة أن البكتيريا التي تقاوم كل المضادات الحيوية الحديثة تستجيب للعلاج المكوّن من العسل وليس كاملاً فقط 4% والباقي ماء.
وبدأ عسل النحل يمثِّل سلاحاً طبياً جديداً وفعَّالاً لكثير من الأمراض وأهمها (السوبر بكتيريا) التي تودي بحياة أكثر من 6 آلاف شخص سنوياً في بريطانياوحدها. و في ابحاث نشرت مؤخراً ( 2007)من قبل البروفيسور بيتر مولان PhD Peter Charles Molan[13] وفريق بحثي برئاسة البروفسور توماس هينلي ، رئيس معهد الكيمياء الغذاءيه في درسدن ،. و كانت تجاربهم مركزة على عسل المانوكا Manuka[14] الذي اثبت فعاليته على الجروح و الجروح الملوثة أو/و المفتوحة و خصوصا على الميكروبات الأنتهازية أو اللأنتهازية الملوثة للجروح و المؤخرة في شفاءها و بذلك انتجوا العسل المعتمد من مركز البحوث المشرف عليه د. مولان و يباع بأغلى الأثمان للمستشفيات في العالم مما يضيف الى كل ما سبق ان هناك بعض المضادات الحيوية الموجودة في العسل مصدرها نباتي و نسبتها تختلف في الأعسال تبعاً للتنوع النباتي.
----------------------------الإحـالات في النـص:
[1] موفق الدين عبد اللطيف البغدادي (1162- 1231) ولد ببغداد ودرس الطب والفلسفة, وعمل بتدريسها في دمشق وحلب ثم رحل إلى مصر ودرس العظام دراسة دقيقة وأستطاع أن يكشف عن أخطاء لجالينوس وردت في وصفه للهيكل العظمي وألف العديد من الكتب منها الإفادة والاعتبار, ووصف مصر, توفي في بغداد.
[2] يوريش ص96
[3] منتجات خلية النحل – م- كمال عيسى – النحال العربي، المجلد الأول، العدد العاشر - ص23
[4] www.almaleka.com .
[5] قسم الخمائر ، أوتاوا ، كندا.
[6] مدير أبحاث بيولوجيا الخلية بوزارة الزراعة الكندية .
[7] الصادر باللغة الروسية ،1971م.
[8] مدير أبحاث النحل بوزارة الزراعة الفرنسية.
[9] مجلة البيولوجيا الطبية الألمانية (1968).
[10] ACTABIOL MID . GERM,BAND 12– (1968).
[11] مقالة في مجلة ZHUG.INFE KIM KRANKHEالألمانية الغربية 1955،ص141.
[12] مجلة AMERICAN BEE JOURNAL المجلد 106 العدد السادس لعام 1960.
[13] Honey as a topical antibacterial agent for treatment of infected wounds.
[14]نبته تنمو في نيوزلندا و بعض مناطق أستراليا.
تعليقات
إرسال تعليق