تبديل سلالة النحل المحلية في لبنان: الإمكانية الاقتصادية والفنية - رامي عليق
تبديل سلالة النحل المحلية في لبنان:
الإمكانية الاقتصادية والفنية
الإمكانية الاقتصادية والفنية
رامي عليق
مدرس في الجامعة الأمريكية في بيروت
طالب دكتوراه في جامعة فلوريدا- الولايات المتحدة الأمريكية
ترجمة الدكتور طارق مردود
مدرس في الجامعة الأمريكية في بيروت
طالب دكتوراه في جامعة فلوريدا- الولايات المتحدة الأمريكية
ترجمة الدكتور طارق مردود
((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود))
;
مـدخـل
تقدم تربية النحل مدخلاً اقتصادياً هاماً للاقتصاد الزراعي في الدول الغنية بغطائها النباتي تماماً مثل لبنان، حيث يكون مثل هذا النشاط غير كافي. يقبع خلف ذلك عامل هام مثل الكفاءة النسبية المنخفضة لسلالة النحل المحلية Apis mellfera syriaca، عندما تقارن بالسلالات العالمية. تنتشر هذه السلالة أيضاً في العديد من دول المنطقة.
الورقة الحالية تتناول العوامل العديدة المتعلقة بالسلالة المحلية في لبنان بما فيه ملاءمة السلالات المدخلة حديثاً لظروف الإنتاج المحلية. هناك العديد من أنواع النحل متوفرة، من بينها توجد سلالات اقتصادية. طبقاً للأعمال النحلية الحالية المتبعة في العالم، تعتبر أنواع النحل الأوروبي Apis melliferra الأكثر إنتاجاً للعسل. كانت هناك عدة محاولات من النحالين المحليين لإدخال سلالات عالمية من النحل الأوروبي مثل السلالة الإيطالية Apis mellifera ligustica والسلالة الكارنيولية Apis mellifera carnica . الإدخال يتضمن استيراد ملات مخصبة من السلالات المذكورة وإدخالها لطوائف محلية. للأسف، معظم المحاولات أدت لنتائج غير متوقعة، عادت الطوائف لملكات السلالة المحلية. أخذ رفض الملكات المدخلة شكلان:
1. قتل النحل الملكة المدخلة بقفص سفر بالتكتل عليها بعد إخراجها من القفص.
2. فقد الملكة لسبب ما، ثم قيام الشغالات بتربية ملكة أخرى. هذه الملكة ستتلقح من ذكور السلالة المحلية.
الشكل الأول يعود للعدوانية الزائدة للشغالات المحلية ضد الملكة المدخلة. ليس هذا السلوك فقط الذي أعاق عملية إدخال ملكة جديدة، وإنما أيضاً كان لها انعكاسات سلبية على نشاطات تربية النحل الأساسية. في الفقرات التالية سنتناول بشكل أعمق هذا الإشكال من الناحيتين الفنية والاقتصادية.
الورقة الحالية تتناول العوامل العديدة المتعلقة بالسلالة المحلية في لبنان بما فيه ملاءمة السلالات المدخلة حديثاً لظروف الإنتاج المحلية. هناك العديد من أنواع النحل متوفرة، من بينها توجد سلالات اقتصادية. طبقاً للأعمال النحلية الحالية المتبعة في العالم، تعتبر أنواع النحل الأوروبي Apis melliferra الأكثر إنتاجاً للعسل. كانت هناك عدة محاولات من النحالين المحليين لإدخال سلالات عالمية من النحل الأوروبي مثل السلالة الإيطالية Apis mellifera ligustica والسلالة الكارنيولية Apis mellifera carnica . الإدخال يتضمن استيراد ملات مخصبة من السلالات المذكورة وإدخالها لطوائف محلية. للأسف، معظم المحاولات أدت لنتائج غير متوقعة، عادت الطوائف لملكات السلالة المحلية. أخذ رفض الملكات المدخلة شكلان:
1. قتل النحل الملكة المدخلة بقفص سفر بالتكتل عليها بعد إخراجها من القفص.
2. فقد الملكة لسبب ما، ثم قيام الشغالات بتربية ملكة أخرى. هذه الملكة ستتلقح من ذكور السلالة المحلية.
الشكل الأول يعود للعدوانية الزائدة للشغالات المحلية ضد الملكة المدخلة. ليس هذا السلوك فقط الذي أعاق عملية إدخال ملكة جديدة، وإنما أيضاً كان لها انعكاسات سلبية على نشاطات تربية النحل الأساسية. في الفقرات التالية سنتناول بشكل أعمق هذا الإشكال من الناحيتين الفنية والاقتصادية.
إجراءات تبديل السلالة
يجب مسح مدى انتشار السلالة المحلية في كل مناطق لبنان، ثم اختيار سلالة أخرى وإدخال ملكات مخصبة نقية منها ذات أهمية كبيرة. ذلك لأن الملكات المنتخبة ستتزاوج مع ذكور السلالة المحلية الموجودة في منطقة التزاوج. لذلك فإن أية عملية تبديل يجب أن تبدأ بالاهتمام بطوائف السلالة العالمية المنتخبة وبالملكات الملقحة. بعد ذلك تؤخذ اعتبارات الكلفة الاقتصادية للعملية التي ستتم.
هناك طريقتان مقترحتان لإكمال عملية تبديل تدريجية ناجحة:
1- طريقة تبديل الطائفة
نتيجة خمس سنوات من دراسة الاختلاف في سلوك سلالات النحل بما فيها السلالة المحلية، حصلنا على فهم أفضل لاستجابة الشغالات لإدخال ملكة. بينما الطوائف الميتـّمة لسلالات مثل الكرنيولية، الإيطالية والكرباتية (Apis mellifera carpathia) تميل للقبول السريع للملكة المدخلة من سلالة أخرى، تميل السلالة المحلية لرفض الملكات المدخلة بهذه الطريقة. نتيجة لذلك، وبعد محاولات فاشلة عديدة، اختار بعض النحالين بدلاً من ذلك شراء طوائف (نويات) من السلالة الأجنبية المختارة، وفي نفس الوقت قاموا بتقوية الطوائف المشتراة بالحضنة من الطوائف المحلية. تنتهي هذه الطريقة بطوائف قوية ومتميزة من السلالات المدخلة وأخرى محلية ضعيفة. الإجراء التالي الوحيد من متطلبات التزويد بالنحل الحي هو مصدر مستمر للملكات المخصبة.
2- طريقة التقفيص المزدوج للملكة
تتضمن هذه الطريقة إدخال ملكة ملقحة من السلالة المنتخبة باستعمال قفص سفر على إطار مليء بالشغالات والحضنة والغذاء. كذلك يدخل الإطار مع الملكة المقفـّصة إلى طائفة محلية يتيمة. بعد إخراج الملكة من القفص ستلتقي والنحل على الإطار مع شغالات السلالة المحلية في الطائفة. بعد ذلك ستحرر الملكة من قفص الإطار لكي تتأسس كأم للطائفة. هذه الطريقة تدخل تعديلات صغيرة على البنية الطبيعية لمناحل النحل في لبنان.
بدأت الطريقة كتجربة حقلية أجريت لإدخال ملكة نحل إيطالية إلى طوائف محلية عام 1998. جرى تسجيل نسبة قبول ملكات النحل الإيطالية. أجريت التجربة على 50 طائفة لمدة 117 يوم وكانت النتائج كما يلي:
41 طائفة كانت نسبة قبول فيها الملكات ناجحة
6 طوائف أظهرت فشلاُ في قبول الملكات المدخلة
3 طوائف اعتبرت بياناتها مفقودة لعوامل خارجية
تشير النتائج السابقة إلى درجة النجاح في التجربة السابقة التي يمكن أن تكون في خطط تبديل السلالة المحلية.
هناك طريقتان مقترحتان لإكمال عملية تبديل تدريجية ناجحة:
1- طريقة تبديل الطائفة
نتيجة خمس سنوات من دراسة الاختلاف في سلوك سلالات النحل بما فيها السلالة المحلية، حصلنا على فهم أفضل لاستجابة الشغالات لإدخال ملكة. بينما الطوائف الميتـّمة لسلالات مثل الكرنيولية، الإيطالية والكرباتية (Apis mellifera carpathia) تميل للقبول السريع للملكة المدخلة من سلالة أخرى، تميل السلالة المحلية لرفض الملكات المدخلة بهذه الطريقة. نتيجة لذلك، وبعد محاولات فاشلة عديدة، اختار بعض النحالين بدلاً من ذلك شراء طوائف (نويات) من السلالة الأجنبية المختارة، وفي نفس الوقت قاموا بتقوية الطوائف المشتراة بالحضنة من الطوائف المحلية. تنتهي هذه الطريقة بطوائف قوية ومتميزة من السلالات المدخلة وأخرى محلية ضعيفة. الإجراء التالي الوحيد من متطلبات التزويد بالنحل الحي هو مصدر مستمر للملكات المخصبة.
2- طريقة التقفيص المزدوج للملكة
تتضمن هذه الطريقة إدخال ملكة ملقحة من السلالة المنتخبة باستعمال قفص سفر على إطار مليء بالشغالات والحضنة والغذاء. كذلك يدخل الإطار مع الملكة المقفـّصة إلى طائفة محلية يتيمة. بعد إخراج الملكة من القفص ستلتقي والنحل على الإطار مع شغالات السلالة المحلية في الطائفة. بعد ذلك ستحرر الملكة من قفص الإطار لكي تتأسس كأم للطائفة. هذه الطريقة تدخل تعديلات صغيرة على البنية الطبيعية لمناحل النحل في لبنان.
بدأت الطريقة كتجربة حقلية أجريت لإدخال ملكة نحل إيطالية إلى طوائف محلية عام 1998. جرى تسجيل نسبة قبول ملكات النحل الإيطالية. أجريت التجربة على 50 طائفة لمدة 117 يوم وكانت النتائج كما يلي:
41 طائفة كانت نسبة قبول فيها الملكات ناجحة
6 طوائف أظهرت فشلاُ في قبول الملكات المدخلة
3 طوائف اعتبرت بياناتها مفقودة لعوامل خارجية
تشير النتائج السابقة إلى درجة النجاح في التجربة السابقة التي يمكن أن تكون في خطط تبديل السلالة المحلية.
الناحية الاقتصادية
بفحص الطريقتين المذكورتين أعلاه، يمكن رسم العوامل الاقتصادية كما يلي:
• في الطريقة الأولى،
كلفة التبديل تتكون من كلفة شراء نويات الطوائف مع الملكات الملقحة لتأمين إدخال ملكات وأعمال تقسيم الطوائف. هناك أيضاً كلفة إضافية هي الطوائف المحلية التي ضعفت بسبب دعم عمليات التبديل.
• في الطريقة الثانية
نفقات إحلال الأقفاص تتضمن كلفة الإطارات والملكات الملقحة. بعد ذلك تتطلب العملية العمل لتقفيص الإطارات والإدخال.
الاستنتاجات والمناقشة
كلتا الطريقتان تبدوان ممكنتان فنياً، وتنفيذها يعتمد على اختيار النحالين المحليين. إضافة لذلك، تتطلب الطريقتين توفر ملكات مخصبة مع نويات طوائف. يجب بداية أن تستورد هذه الملكات والطوائف وأن تحدد أعدادها طبقاً لخطة تنفيذ موضوعة. بعد تأمين عدد الطوائف حسب الخطة، يجب أن يتركز الاهتمام على توفير الملكات المخصبة الضرورية. هذا حقيقة جزئياً بسبب الزمن القصير لفترة التنفيذ. سواء جرى تبديل طوائف كاملة أو أدخلت إطارات مقفّـصة، يجب أن تجرى خطوات لضمان استمرار تطبيق المقاييس المعتمدة. لبلد مثل لبنان، حيث تكون تربية النحل عموماً بمقاييس صغيرة، من الضروري وضع خطة تنفيذ مناسبة لسياسة تبديل السلالة. إضافة لذلك، في ظل غياب سلطة تربية نحل فعالة، يلزم التعاون بين النحالين في مختلف المناطق في البلد. إذا ما طبقت عمليات التبديل بشكل جماعي في مساحة واسعة سيتأمن تلقيح مفتوح للملكات من ذكور منتخبة، وستتوفر جزئياً مساحة تسود فيها السلالات المدخلة.
توصيات إضافية
النجاح في المستقبل لخطط عمليات تبديل السلالة المحلية في لبنان ستعتمد على عاملين أساسيين:
1- توفر المتطلبات الفنية لعمليات التبديل.
2- التعاون بين النحالين لتأسيس مناحل في مناطق تسود فيها سلالات النحل المنتخبة.
غالباً، أية خطط تبديل يجب أن تأخذ بالاعتبار النواحي التالية:
1- هناك حاجة لفحص أكثف لكلتا العترات المرغوبة وغير المرغوبة للسلالة المحلية. بهذا الخصوص، يجب تطوير برامج تربية نحل تتفحص هذه السلالات بهدف التحسين الممكن.
2- ملاءمة سلالة النحل المدخلة لظروف الإنتاج المحلية يحتاج لدراسة أكثر. الكفاءة المحلية لهذه السلالات يجب أن تقيم مع التأكيد على المعايير التالية: إنتاجية الخلية، التواؤم مع الطقس المحلي والمقاومة للأمراض.
كما أن، واستناداً لملاحظات محدودة، تبين أن سلالات مثل الإيطالية والكرنيولية والكرباتية مفيدة لتربية النحل في لبنان. تالياً يجب تنفيذ بحث على أسس علمية بهذا الخصوص.
1- توفر المتطلبات الفنية لعمليات التبديل.
2- التعاون بين النحالين لتأسيس مناحل في مناطق تسود فيها سلالات النحل المنتخبة.
غالباً، أية خطط تبديل يجب أن تأخذ بالاعتبار النواحي التالية:
1- هناك حاجة لفحص أكثف لكلتا العترات المرغوبة وغير المرغوبة للسلالة المحلية. بهذا الخصوص، يجب تطوير برامج تربية نحل تتفحص هذه السلالات بهدف التحسين الممكن.
2- ملاءمة سلالة النحل المدخلة لظروف الإنتاج المحلية يحتاج لدراسة أكثر. الكفاءة المحلية لهذه السلالات يجب أن تقيم مع التأكيد على المعايير التالية: إنتاجية الخلية، التواؤم مع الطقس المحلي والمقاومة للأمراض.
كما أن، واستناداً لملاحظات محدودة، تبين أن سلالات مثل الإيطالية والكرنيولية والكرباتية مفيدة لتربية النحل في لبنان. تالياً يجب تنفيذ بحث على أسس علمية بهذا الخصوص.
((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود))
تـرجمـةالدكـتـور طـارق مـردود
تعليقات
إرسال تعليق