مرض الحضنة الأميريكي والأوروبي إعــــداد الأستاذ الدكتور خليل إبراهيم مكيس

مرض الحضنة الأميريكي والأوروبي
 
إعــــداد
 
الأستاذ الدكتور خليل إبراهيم مكيس

 
أستاذ الحشرات الاقتصادية ( تربية النحل ودودة القز ) 
أولاً : مرض الحضنة الأميريكي : 
American Foulbrood Disease ( A F B )
يصيب هذا المرض نحل العسل ، ويسبب مشاكل عديدة لذلك أخذ المرض اهتمام خاص ، لأن المشكلة الرئيسية لمكافحة أو الحد من هذا المرض هو أن البكتريا المسببة لهذا المرض تكون جراثيم spores  ( التي تعتبر طور راحة Resting Stage ) والتي تستطيع أن تظل حية لأكثر من 40 سنة حيث تنمو الجراثيم عندما تصبح الظروف البيئية مناسبة لنموها وتطورها .. ، وقد أشار بعض الباحثين في هذا المجال ان الجراثيم قد تعيش مئات السنين في البقايا الجافة ، هذا وتعتبر أدوات النحالة القديمة المخزنة مشكلة كبيرة لأنها تحتفظ بالجراثيم لسنوات طويلة وتصبح مصدر عدوى من جديد . ويعتبر نحل العسل الكائن الحي الوحيد الذي يمكن أن يصاب بمرض الحضنة الأميريكي ( حيث تصاب اليرقة حديثة السن بهذا المرض وتموت في طور العذراء ) وإن أعراض كل من مرض الحضنة الأميريكي والأوروبي مختلفة ويمكن تمييزها والتعرف عليها بسهولة في الحقل .
وقد توجد في بعض الحيان إصابة مختلطة مابين مرض الحضنة الأميريكي والأوروبي وهذه قد يصعب تشخيصها . ويعتبر العالمG.F.White أول من قدم وصفاً لمرض الحضنة الأميريكي في سنة 1906 .
وفي وقتنا الحالي أصبح هذا المرض منتشراً في غالبية البلدان التي يربى بها بحل العسل ، وتختلف درجة الإصابة بهذا المرض من بلد لآخر وذلك حسب مدى تقدمها في مجال تربية النحل وحمايته من الآفات والأمراض فعلى سبيل الذكر في ولايات عديدة والولايات المتحدة الأمريكية يوجد نظام دقيق لفحص هذا المرض وغيره هذا مما ساعدهم من الحفاظ على مستوى منخفض للإصابة بمرض الحضنة الأميريكي إلى مستوى أقل من 1% وفي السنوات الأخيرة حدث تقدم كبير في تطوير طرق مكافحة هذا المرض مما ساهم ذلك في الحد من انتشاره ....
 
مسبب المرض : هي بكتريا  ( Bacillus larvae white ) Bacillus larvae
تنتمي إلى عائلة الـ Basillidae ، ويعرف المسبب للمرض أيضاً باسم الـ Paenibaciius laruae ويمكن التعرف عليه بسهولة تحت الميكروسكوب .
وقد لوحظ أنه في بعض الأحيان نجد عين سداسية واحدة في طائفة النحل مصابة بهذا المرض وخاصة عندما يكون المرض في بدايته ...
 
دورة الحياة :
إن يرقة نحل العسل قد تصاب بالمرض وهي بعمر اقل من يوم إذا ابتلعت حوالي 10جراثيم من الـ B. Larvae بينما اليرقة الكبيرة السن لا تتأثر بهذه البكتريا حيث اتضح أنها أكثر تحملاً ومقاومة لها، وقد فسر الباحثين هذا الأمر نتيجة تغذية يرقة الشغالة على الغذاء الملكي أعطي تأثراً مضاداً للبكتريا لاحتوائه على بعض الأحماض التي تلعب دوراً في تثبيط نمو هذه البكتريا في معدة النحلة .
أن تنمو جراثيم البكتريا خلال 24 ساعة من تناولها في معدة النحلة حيث تثقب جدار المعدة متجهة إلى دم النحلة حتى تتكاثر به ، وموت اليرقة لا يحدث قبل تغطية العين السداسية لأن اليرقة تغزل شرنقتها وتتحول إلى عذراء ، وتصبح بعد ذلك ممددة في العين السداسية .
وعند تغطية العين السداسية فإن العذراء الميتة التي لم يكتشفها النحل ( الشغالات ) لإزالتها من الخلية تتحول إلى اللون البني وتتحلل ويصدر منها رائحة تشبه رائحة السمك المتعفن وعند اكتشاف هذه الرائحة فإن الإصابة بالمرض تكون متقدمة وبعد ذلك تجف العذراء الميتة وتصبح ملتصقة بشدة في قاع العين السداسية وتصبح على هيئة قشور ملتصقة بقاع العين السداسية ....
وقد قدّر العلماء الباحثين أن ما تنتجه العذراء الواحدة الميتة من جراثيم حوالي 2500 مليون جرثومة وسطياً، وهذا مما يوضح مدى خطورة وإمكانية هذا العدد الهائل من الجراثيم على سرعة انتشار المرض بالطائفة ... ، وأيضاً وجد بعض الباحثين أن بعض سلالات نحل العسل قد أظهرت مقاومة لهذا المرض وأعزو ذلك لوجود جينات وراثية تمكن الشغالات الحاضنة من إزالة غطاء العين السداسية للعذراء الميتة مبكراً وقبل أن تصبح قشورها ملتصقة وتقوم بإزالة العذراء الميتة بسهولة بما فيها من جراثيم وتلقيها خارج الخلية ، وفي حالات أخرى وعند إصابة عين سداسية واحدة مفتوحة بمرض الحضنة الأميريكي فإن الشغالات قد تنجح في تنظيف العين السداسية ولا بعد وجود للإصابة ، ويصيب هذا المرض يرقات الأفراد الثلاثة لنحل العسل .
 
وصف البكتريا الممرضة :
هب عبارة عن عصيات مستقيمة لها طرفين محدبين أبعادها من 3-5 ميكرون طولاً ومن 0.5-0.8 ميكرون عرضاً ، وتنمو هذه العصيات على هيئة سلاسل متصلة . تدخل البكتريا مع غذاء اليرقات إلى المعدة الوسطى وتخترق الأشكال العصوية منها جدار المعدة لليرقة متجهة إلى دم للتكاثر (التضاعف) بسرعة مسببة الموت لليرقة في النهاية . وهذه البكتريا إيجابية لصبغة غرام حيث يمكن مشاهدتها عند الفحص الميكروسكوبي بلون أزرق وهي بكتريا متحركة وتعدد حركتها إلى أنها عندما تنتفخ نتيجة الغذاء الذي تسبح فيه يظهر أسواط متحركة تغلقها وتمكنها من التنقل .
 
الأبواغ ( الجراثيم ) :
يتراوح أبعادها من 1.1 – 1.9 ميكرون طولاً ومن 0.6 – 0.7 ميكرون عرضاً ، وتتصف بطول فترة حياتها ومقاومتها العالية حيث تستطيع البقاء على حيويتها إلى عشرات السنين في الخلايا والأدوات النحال المختلفة والشمع والعسل وحبوب اللقاح ... وتتصف الأبواغ بحساسيتها للجفاف وضوء الشمس وهي شديدة العدوى عند توفر الظروف المناسبة ولكنها لا تعدي كامل الطائفة ... ، ويمكن أن تبقى في شمع نحل العسل المذاب والمغلي على جردة حرارة 100مْ لعدة أيام ، وتبقى في عسل النحل الممزوج بالماء بنسبة 1:1 والمغلي لمدة 20 دقيقة ...
 
أعراض الإصابة بالمرض :
         أ-         الأعراض على إطارات الحضنة : ويمكن ملاحظة الآتي :
1-   وجود حضنة غير منتظمة ... ويصبح سطح الأغطية الشمعية رطب ...
2-   يصبح لون أغطية الحضنة غامقاً ومقتصراً بشكل بسيط ( في الحالة العادية يكون فاتحاً ومحدباً قليلاً ) .
3-   وجود نقاط سوداء على أغطية الحضنة المصابة لا تلبث أن تتحول إلى ثقوب .
4-عندما يقل عدد اليرقات في الطائفة ( وخاصة في فصل الخريف ) يشاهد بوضوح العيون السداسية المصابة موزعة على الإطار وهي مازالت مختومة وبها حضنة ميتة .
5-تشاهد الإصابة على الإطارات الحديثة ولكن في القديمة أكثر ، وكذلك تكون الإصابة في العيون السداسية للشغالات أكثر مما في العيون السداسية للذكور .
 
      ب-       الأعراض على اليرقات : ويمكن مشاهدة الآتي :
1-   إن اليرقات السليمة يكون لونها أبيض متلألئ ولكن اليرقات المصابة تفقد هذا المظهر
2-تكون اليرقات في بداية الإصابة بالمرض تملأ العين السداسية ثم تنكمش ويتحول لونها من الأبيض إلى البني الغامق وتصبح ممتدة داخل السداسية وليست منبثقة بداخلها حتى تصبح في النهاية صلبة على هيئة قشور في قاعدة العين السداسية ... ويبدأ انكماش اليرقة المصابة من منطقة الرأس وحتى مؤخرة جسمها حتى تصل ‘لى 1-2 ملم من قاعدة العين السداسية مما يصعب مشاهدتها .
3-اليرقات الميتة حديثاً يتغير لونها وشكلها وتصبح طرية ذات قوام مطاطي، وعند محاولة رفعها بعود الكبريت ( الثقاب ) تصبح كخيط بطول من 2-4 سم أو أكثر ، يصعب على النحل إزالتها .
4-   جفاف اليرقات الميتة وتحولها إلى قشور ملتصقة بقاع وجوانب العيون السداسية يصعب إزالتها .
5-عادة ما يحدث موت اليرقات والعذارى بعد تغطية العيون السداسية ، وعندئذ يصبح غطاء العين السداسية مقعراً، وكذلك يلاحظ أن بعض العيون السداسية المغطاة أصبحت مثقبة بغير انتظام حيث يحاول النحل إزالة الحضنة الميتة فيقوم بقرض هذه الأغطية .
6-بعض العذارى الميتة تنكمش متحولة إلى قشور يمتد منها اللسان Tongue عند الزاوية اليمنى للقشرة أو متجهة إلى قمة العين السداسية ، وهذه المشاهدة تعتبر المظهر الوحيد المميز له    ذا المرض من غيره ...
7-ظهور رائحة قوية وكريهة تشبه رائحة السمك المتعفن من الحضنة المصابة. ووجود هذه الرائحة في الخلية تعتبر صفة خاصة بهذا المرض حيث أنها لا تلاحظ أو تظهر عند الإصابة بأمراض أخرى .....
طرق انتقال الإصابة بالمرض من خلية لأخرى :
1-   عن العيون السداسية التي عاشت بها اليرقات المصابة تحتوي على البكتريا المسببة للمرض .
2-تتواجد البكتريا في العسل وحبوب اللقاح وخاصة في الإطارات التي كانت مصابة وتم تخزين العسل أو حبوب اللقاح بها ، لأن البكتريا تنتقل لليرقات خلال تغذية النحل الحاضن على هذا العسل أو حبوب اللقاح ..
3-النحل ( الشغالات ) الذي يقوم بعملية التنظيف يقوم بنشر البكتريا داخل الخلية كلها وخاصة عندما يحاول إزالة الحضنة الميتة .
4-النحل السارق الحامل للمرض عند دخوله للخلية السليمة أو النحل السارق السليم عندما يدخل للسرقة من خلية مصابة يساهم في نقل المرض ..
5-   استخدام أدوات النحالة الملوثة بجراثيم البكتريا الممرضة .
6-   النحل التائه Drifting bees الحامل لجراثيم المرض عند دخوله إلى خلية سليمة .
7-   طرود النحل المصابة .
8-   استخدام الإطارات ( الأقراص ) الشمعية التي تحتوي على جراثيم المرض .
 
تشخيص المرض :
أولاً : الاختبارات الحقلية :
1-   دراسة الأعراض وملاحظتها أو مشاهدتها على الإطارات والحضنة، كمؤشر أولي للإصابة .
2-اختبار الحبل اللزج Ropy test ( اللزوجة المطاطية )، ويتم إجراء هذا الاختبار حقلياً ( في المنحل ) على يرقة قد ماتت منذ حوالي 3 أسابيع ، وإذا كان من الصعوبة تحديد وقت موت اليرقة يتم اختبار أكثر من خمس يرقات يتم اختبارها بصورة عشوائية .
ومن أجل تحديد الوقت الذي ماتت فيه اليرقة بدقة فإنه يتم فحص اليرقة من حيث وجود أو غياب حلقات الجسم الدائرية المحززة فإذا كانت غائبة هذا يعني أن اليرقة قد ماتت على الأقل ثلاث أسابيع . وبعد اختبار اليرقة الميتة منذ 3 أسابيع نقوم بإدخال عود الكبريت ( الثقاب ) أو عود رضيع داخل العين السداسية حتى يصل لقاع العين ثم نحرك العود دائرياً وسحبه ببطء إلى خارج العين السداسية فإذا التصق جزء من اليرقة الميتة بالعود واستطال بحدود 2.5سم أو أكثر خارج العين السداسية بينما الطرف الآخر ملتصق باليرقة الميتة وهذا يوضح أن الموت الحاصل لليرقة يحتمل أن يكون بسبب مرض الحضنة الأميريكي ويمكن التأكد من الإصابة بالفحص الميكروسكوبي، وهنا لابد بعد إجراء هذا الفحص أن نحرق العود أو الأعواد المستخدمة في الفحص لمنع انتقال الإصابة أو المرض .
 
 
 
ثانياً : الفحص المخبري :
1-   اختبار حليب الفرز ( هولست ) Holst milk test
يعتمد هذا الاختبار على قدرة البكتريا Bacillus larvae على تحليل حليب الفرز ( الحليب المنزوع الدسم Skimmed milk) ويتلخص هذا الاختبار بالآتي :
أخذ عينة من قشور اليرقة الميتة وإضافتها إلى أنبوبة اختبار بها من 3-4 ملم حليب فرز مخفف بالماء ( بنسبة /1/ حجم حليب فرز إلى /5/ حجم ماء ) أو محلول من 1% غرام واحد حليب فرز مجفف منزوع الدسم إلى 100مل ماء ، ووضعها في حضان على درجة 37مْ فإذا كانت جراثيم البكتريا موجودة فإن الجراثيم سوف تنمو مفرزة انزيمات تعمل على تخمير الحليب وترسيب البروتين ويصبح لون المحلول صافٍ شفاف وذلك خلال من 10-20 دقيقة . وللتأكد من الإصابة لابد من الفحص الميكروسكوبي .
أما إذا أصبح المحلول رائق وصاف بعد ساعة من التحضين فهذا دليل على أن الإصابة تعود إلى مرض الحضنة الأوروبي ( لا يمكن الاعتماد هذا الاختبار بشكل أكيد كما في مرض الحضنة الأوروبي لتضارب المرجعية العلمية حول هذا الاختبار ... ) .
أما إذا ظل لون محلول الحليب الفرز غير صاف فهذا يعني عدم وجود أي من المرضية .
 
2-   الفحص الميكروسكوبي ( المجهري ) Microscofic test :
ويتم بتحضير مزيج من قشور اليرقات الميتة أو الحضنة الميتة مع الماء الفاتر وتؤخذ نقطة من هذا المزيج وتوضع على شريحة زجاجية وتنشر عليها جيداً ( على هيئة فيلم رقيق ) ثم تجفف على لهب ضعيف وتصبغ بالفوكسين لمدة 30 دقيقة ثم تغسل بالماء جيداً للتخلص من الصبغة الزائدة، بعد ذلك يتم تغطية الشريحة بالغطاء الزجاجي الرقيق وفحصها باستخدام العدسة للميكروسكوب حيث تشاهد جراثيم البكتريا مصبوغة باللون الأحمر أبعادها 0.1 × 0.6 ميكرون .
أو يمكن أخذ جزء من قشور الحضنة الميتة ( المصابة بمرض الحضنة الأميريكي ) مع كمية قليلة من الماء وخلطها جيداً على شريحة زجاجية حتى يصبح المعلق معتم خفيف وعندئذ يوضع عليها نقطة من محلول النيجروزين Nigrosin solution ( يتكون هذا المحلول من 10% نيجروزين في محلول ماء يضاف إليه 0.5% فورمالدهيد كمادة حافظة ) وبعد ذلك يخلط المعلق وينشر على كل سطح الشريحة الزجاجية باستخدام حافة شريحة أخرى لعمل فيلم رقيق على الشريحة والذي سرعان ما يجف ويتم فحصه تحت العدسة الزيتية للميكروسكوب حيث يمكن رؤوية الجراثيم في شكل أجسام صغيرة لاحقة .
إن جراثيم البكتريا ذات أبعاد من 0.1 – 0.6 ميكرون بينما الخلايا الخضرية للبكتريا المسببة للمرض بطول يتراوح من 2.5 – 5 ميكرون .
 
 
المشاهدات تحت الميكروسكوب :
أ‌-     في حالة البكتريا :
عبارة عن سلاسل على شكل أعواد صغيرة متصلة ببعضها البعض في صورة عصويات رفيعة مستقيمة ذات نهايات مستديرة قليلاً إذا كانت الإصابة المرضية أقل من عشرة أيام تشاهد الخلايا الخضرية للبكتريا بطول من 2.5 – 5 ميكرون ويكون رمادي أو احمر حسب الصبغة المستخدمة ( مع مشاهدة بعض الأبواغ المتكونة حديثاً شديدة اللمعان ) ، أما إذا كانت الإصابة المرضية بعمر أكثر من عشرة أيام فتشاهد الأبواغ كأجسام لامعة فقط ( تكون اليرقة المرضية بلون بني ) .
إن لنمو البكتريا B. Larvae صفة متميزة وهي التركيب السوطي أو الحلزوني الذي يشكل كتلة ملفوفة من الأسواط الطويلة بشكل يمكن رؤيتها بالمجهر العادي ، وهذه الحزم تتشكل عندما تمر البكتريا خلال غشاء معدة اليرقة باتجاه جدار المعدة وهي صفة تشخيصية هامة حيث تبدو البكتريا متحركة بواسطة هذه الأسواط أو الأهداب .
 
ب‌- في حالة الأبواغ ( الجراثيم ) Spores :
يكون شكلها بيضاوي طولها ضعف عرضها أو قد تبدو بشكل قطع ناقص، وعند صبغها بأحمر الفوكسين يبدو جدار البوغ بلون قرمزي .
إن الأبواغ تأخذ شكل العناقيد أي توجد بشكل مجاميع متراكمة ، وبالفحص المجهري (الميكروسكوبي ) بطريقة النقطة المعلقة تبدي الأبواغ حركة براونية ( Brownia movement) وهذه قيمة تشخيصية عالية لأن الأبواغ الأخرى من نفس عائلة العصويات لا تظهر هذه الحركة .
 
ثالثاً : الكشف عن وجود البكتريا المسببة لمرض الحضنة الأميركي في بعض منتجات النحل :
                     أ-         في عسل النحل :
الطريقة التقليدية للفحص وتتم بتخفيف العسل بنسبة ( 1:9 ) ثم يوضع الخليط في جهاز الطرد المركزي لتركيز الجراثيم في الراسب ، وفحص الراسب بصبغة كاربول فوكسين ثم الكشف عن وجود البكتريا كما سبق .
أما الطريقة الثانية وهي طريقة التطعيم المباشر وتتم بوضع /5/ غرامات من العسل المراد فحصه في كأس بيشر معقم سعته /50 مل/ ويوضع في حمام مائي لمدة /5/ دقائق على درجة حرارة من / 88 – 92 مْ / بعد تسخين العسل، ثم تؤخذ ثلاث أطباق بتري في كل منها / 0.8 غرام / من العسل وتحضن على درجة حرارة / 37 مْ / ولمدة 72 ساعة وبعد ذلك تفحص مستعمرات بكتريا الـ B. Laevae .
 
                  ب-       في حبوب اللقاح ( الطلع ) :
يمكن الحصول على جراثيم البكتريا B. Laevae منكرات حبوب الطلع في الخلايا المصابة بمرض الحضنة الأميركي، وباختبار القشور التي قد تكون مختلفة معها والتي قد تحتوي على المسبب المرضي، أو يوضع حبوب الطلع في ماء معقم ومن ثم تمرير المعلق على ورق ترشيح ومن بعدها إجراء طرد مركزي للراشح وزراعة الراسب كما سبق، وقد أتضح أن الحبوب الطلع دور في انتشار المرض .
 
                   ج-       في شمع النحل :
ويتم ذلك بصهر شمع النحل في ماء مغلي وإزالة كتلة شمع النحل ومن ثم إجراء طرد مركزي وزراعة الراسب كما سبق ....
 
الوقاية والعلاج من مرض الحضنة الأميريكي :
أ-     طريقة الحرق Burning method:
تحرق طوائف النحل المصابة بمرض الحضنة الأميريكي ( النحل والإطارات .. ) بواسطة إشعال النار فيها بعد إغلاقها أو بغاز سيانور الكالسيوم بعد قفل باب الخلية وبعد ذلك يتم دفن النحل والإطارات المحترقة في حفرة بالأرض ويردم عليها التراب .
أما بالنسبة لصناديق الخلايا يتم تعريض جدرانها الداخلية على لهب الغاز وأيضاً السطوح الداخلية للغطاء الخارجي والداخلي للخلية وكذلك قاعدة الخلية ، وبذلك يمكن إعادة استخدام صناديق الخلية وأغطيتها وقاعدتها مرة ثانية .
ب- استبدال الخلايا Exchanging hives :
وفي هذه الطريقة يتم استبدال الخلايا المصابة بخلايا سليمة ممتلئة بالأساسات الشمعية الجديدة، ونقوم بهز النحل من الخلية المصابة إلى الخلية الجديدة ، وتوضع الخلية الجديدة على ورق جرائد لالتقاط العسل الذي يمكن أن يتساقط خلال هز النحل ثم بعد ذلك تحرق ورق الجرائد بما عليها من عسل، ويتم هز النحل في المساء ( آخر النهار ) مع الحذر من دخول النحل إلى خلية أخرى drifting ( ومن أجل ذلك يمكن استخدام سلك شبكي يوضع على مداخل الخلايا المجاورة أو نقل الخلايا إلى أماكن بعيدة عن الخلية المصابة ). وبعد الانتهاء من هذا العمل يتم تغذية النحل في الخلية الجديدة على محلول سكري مضاف إليه مواد علاجية وبعد ذلك تحرق الخلية المصابة .
ج- طريقة التدخين Fumigation method :
بعد قتل النحل كما ورد بالطريقة (أ) أو وضعه في خلية جديدة كما ورد في الطريقة ( ب ) توضع أجزاء الخلية المصابة ( الصناديق + الغطاء الداخلي والخارجي وقاعدة الخلية ) في غرفة غاز أكسيد الايثيلين Ethylene – oxide gas chamberوفي هذه الطريقة تقتل جراثيم المرض وتسمح بإعادة استخدام هذه الأجزاء مرة ثانية .
د-    المعاملة بالماء المغلي :
على الرغم من مقاومة جراثيم الحضنة الأميريكي للحرارة فقد وجد أنها إذا تعرضت للحرارة تفقد قدرتها على الإصابة، لذلك فإن هذه الطريقة تتلخص في وضع الإطارات في ماء مغلي لمدة 30 دقيقة ويمكن استخدامها مرة أخرى .
 
العلاج الكيماوي لمرض الحضنة الأميريكي :
اكتشف الباحثين فعالية البنسلين Penicillin كمضاد حيوي حقيقي ضد البكتريا ( قبل عام 1941 ) ، ثم اثبت العلماء الألمان أن مادة الـ Sulfamilamide فعالة أيضاً ضد عدد من البكتريا ( عام 1935 ) . أما المضادات الحيوية التي استخدمت في معالجة أمراض الحضنة حتى عام 1944 هي أدوية السلفا Sulfa durgs .
وفي الولايات المتحدة يستخدم المضاد الحيوي Oxytetracy clin والذي يعرف باسم الـ Terramycin لمكافحة أمراض الحضنة البكترية . وحالياً يتم علاج نحل العسل المصاب بمرض الحضنة الأميريكي بمركبان هما :
أولاً : سلفاثيوزول الصوديوم Sodium Sulfathiozole وطريقة الاستخدام هي :
1-خلطة مع المحلول السكري : يضاف ربع ( 4/1 ) ملعقة شاي ( ملعقة صغيرة ) من المركب لكل جالون محلول سكري ( = 3.8 لتر أو 4 لتر ) بتركيز أما 1:2 أو 1:1 ( سكر : ماء ) ويقدم إلى الخلية ا لمصابة بواقع من 200-600 مل للطائفة حسب قوتها وبفاصل زمني من 4-5 أيام بين التغذية العلاجية والأخرى حتى الوصول إلى الشفاء من الإصابة .
2-   خلط المركب مع السكر المجيب ( العادي ) أو البودرة :
يضاف بمعدل ثلاث (3) ملاعق شاي من المركب إلى نصف كيلو غرام سكر ( ويخلط جيداً ) وبعد ذلك يقوم المربي بتعفير مقدار عدد (2) ملعقة كبيرة من هذا المخلوط على قمة إطارات الحضنة في الخلية المصابة .
 
ثانيا ُ : التيراميسين ( أو أوكسي تتراسيكلين ) ( Oxytetracyclin ) Tarramycin :
إن مركب التيراميسين مستحضر على هيئة بودرة للذوبان ويستخدم لحيوانات المزرعة والنحل ، ومن الملاحظ على هذا المركب بعد إضافة إلى المحلول السكري يفقد فعاليته بعد أسبوع ، لذلك فإن الكميات المحضرة منه للمعالجة يجب أن تكون على القدر المطلوب . وطرق تحضيره واستخدامه في المعالجة هي :
1-تحضير محلول سكري بتركيز 1:2 أو 1:1 ( ماء : سكر ) ، ويتم خلط مقدار عدد (2) ملعقة شاي من التراميسين أو( أوكسي تتراسيكلين ) إلى جالون محلول سكري (3.8 لتر أو 4 لتر) ويقدم إلى الخلية المصابة ، أو يخلط ملعقة شاي واحدة من التيراميسين – 50 مع جالون من المحلول السكري ( = 4لتر محلول سكري ) ويقدم على الخلية المصابة ، ويقدم المحلول العلاجي بواقع من 200-600 مل لكل خلية ( أو طائفة مصابة ) حسب قوتها وبفاصل زمني من 4-5 أيام بين التغذية العلاجية والأخرى حتى الوصول إلى الشفاء من الإصابة .
2-خلط عدد /2/ ملعقة طعام ( كبيرة ) من التراميسين – 25 مع 20 ملعقة طعام سكر أو خلط ملعقة واحدة من التراميسين – 50 مع 20 ملعقة طعام سكر ( سكر بودرة أو محبب ) ، وبعد ذلك يقدم المربي بتعفير أربعة ملاعق طعام ( من إحدى الخلطات ) على نهايات قمم الإطارات أو على قاعدة الخلية ، وهنا يجب عدم التعفير المباشر على قمم الإطارات المحتوية على الحضنة المفتوحة ( اليرقات ) لأن التيراميسين سام لها .
3-المعالجة باستخدام عجينة الكندي : يخلط حوالي 120 غرام من عجينة الكندي الطرية مع ملعقة طعام ( كبيرة ) من التيراميسين– 25 أو مع ملعقة شاي (صغيرة) من التيراميسين -50 ويجب أن يتم خلطتها جيداً وتفرد على هيئة فطيرة بسماكة 2/1 سم تقريباً ثم يقوم المربي بوضعها على قمة إطارات الحضنة مثل حالة تقديم عجينة بدائل حبوب اللقاح .
·        وقد يتوفر التيراميسين في عبوات بتراكيز 10 أو 25 أو 50 أي أن كل رقم يشير إلى عدد غرامات التيراميسين كل 450 غرام .
 
المقاومة البيولوجية لمرض الحضنة الأميريكي :
تم استخدام فطر غير ممرض وهو Pencillium waksmanii بنجاح حيث يعمل على إزالة متبقيات اليرقات الميتة والموجودة في العيون السداسية بالإطارات المصابة على هيئة قشور، هذا مما يسهل عمل الشغالات في إزالة بقايا اليرقات الميتة بصورة أسرع ( البوشي 2004 ) .
 
المقاومة أو ا لعلاج بالمواد الطبيعية لمرض الحضنة الأميريكي :
أظهرت النتائج التي توصلت إليها الباحثة كميلة ورد شاهر عام 2004 ( من كلية الزراعة ببغداد ) لعلاج مرض الحضنة الأميريكي نتيجة استخدام مستخلص القرفة ( مستخلص نبات القرفة بتركيز 200 ميكروغرام ) أنه قام بتثبيط نمو البكتريا كلياً بل وتفوق على تأثير المضاد الحيوي تتراسيكلين، حيث وجدت الباحثة أن مستخلص القرفة أدى إلى اختفاء المرض خلال 6 أيام بعد الرشة الأولى وخلال مدة التجربة التي استمرت لـ 33 يوماً بينما المضاد الحيوي أدى إلى اختفاء المرض بعد /9 / أيام ولكنه عاد للظهور بعد 21 يوماًُ ( عن البوشي 2004 ) .
 
تأثير المضادات الحيوية على مرض الحضنة الأميريكي :
ثبت للباحث Ying وزملائه عام 2004 من دراسة تأثير المضاد الحيوي Tylosin على تطور أو منع الإصابة بمرض الحضنة الأميريكي على يرقات الشغالات الحديثة العمر في المختبر إن الجرعات المتوسطة من Tylosin قد أعطت حماية ووقاية لليرقات الحديثة العمر من البكتريا المسببة للمرض . وعند مقارنتهم لفعالية Tylosin مع المضاد الحيوي تيراميسين وجدوا أن استعمال 100 ملغ من الـ Tylosin مع 200 ملغ من التيراميسين ( Terramycin ) أدت إلى حماية الخلايا ( الطوائف ) من الإصابة لمدة ثلاثة أسابيع ، بينما استعمال 200ملغ من الـ Tylosin بمفرده أعطى حماية أسبوعياً إضافياً ( أي أربعة أسابيع ) وقد وجدوا أن الجرعات الأكبر من 100 ملغ من Tylosin كافية لإزالة آثار المرض من الإطارات المصابة .
* من أجل السيطرة على مرض الحضنة الأميريكي يراعى الآتي :
1-   عدم استيراد طوائف النحل من الأماكن المصابة .
2-اتباع برنامج وقائي وذلك بمعاملة طوائف النحل بالتيراميسين في نهاية شهر شباط وبداية شهر آذار كإجراء وقائي ( أو بداية شهر الربيع في المناطق الداخلية ) .
3-عند استيراد طرود نحل يجب أن يكون نحل مرزوم لا يوجد بالطرد إطارات شمعية وهو متبع في العديد من دول العالم وكذلك في مصر والسعودية ...
4-تقوم حالياً بعد الدول المتقدمة في مجال تربية نحل العسل بإجراء البحوث بفرض إنتاج سلالات نحل مقاومة للمرض ..
5-عدم استخدام عسل الطوائف المصابة أو حبوب اللقاح الموجودة بها في تغذية طوائف أخرى ، كما يجب عدم استخدام حضنة الطوائف المصابة في تقوية طوائف أخرى .
6-   يجب ان يكون الكشف على إطارات الحضنة خلال فترات منتظمة وفحصها بعناية لمراقبة إمكانية ظهور المرض .
7-عند مشاهدة أي إطار حضنة به عدد قليل من الحضنة المقفولة ولم تخرج منها الشغالات الفنية يجب إخراج هذا الإطار من الخلية والمعالجة الفورية لهذه الخلية بالمضادات الحيوية .
8-   يفضل تغيير الخلايا الخشبية أو تعقيمها باللهب كل سنة وتغيير الإطارات والشمع سنويا .
9-   يجب أن يكون المنحل بعيد عن الأماكن الرطبة والشديدة الظل ...
 

ثانيا : مرض الحضنة الأوروبي European Foulbrood Disease ( EFD ) :
تعريف المرض وظهوره :
وصف الأوروبيون هذا المرض في أوروبا تقريباً في نفس الوقت الذي وصف فيه العالم White مرض الحضنة الأميريكي في الولايات المتحدة سنة 1906 .
وقد كان يعتقد أن سبب الإصابة بهذا المرض وجود نوعين من البكتريا لكن العالم Gordon وزملائه سنة 1973 تبين لهم أنه في الأطوار المبكرة للإصابة بمرض الحضنة الأوروبي يكون سبب الإصابة في اليرقات هي البكتريا Streptococcus pluton والتي تتواجد فردية أو في سلاسل أو في تجمعات تكون أشكال، أما في الأطوار المتأخرة من الإصابة فإن البكتريا السائدة هي بكترياBacillus alvei والتي تكون جراثيم مغزلية الشكل مع وجود آثار خلوية على نهاية كل منها ولكن بعد ذلك تم التأكد من أن المسبب المرضي الرئيسي لهذا المرض هو البكتريا Melissococcus pluton والتي كانت تسمي الـ Bacillus pluton أو بالـStreptococcus pluton (وفقاً لـ Flottum (1988)، و Flottum & Morse (1990) ، و Bailey & Ball (1991) .
هذا المرض يؤثر على يرقات نحل العسل فقط ( ويعرف بمرض الحضنة المفتوحة )، حيث تموت اليرقات عندما يصبح عمرها بين 4-5 أيام فقط . وهذا المرض أقل شيوعا في طوائف النحل المنحدرة من سلالة النحل الإيطالي في أمريكا لهذا السبب تم استيراد السلالة الأيطالية وإدخالها إلى أمريكا .
وتختلف أعراض مرض الحضنة الأوروبي اختلافاً كبيراً عن أعراض مرض الحضنة الأميريكي ويسهل بالرؤوية التمييز بينهما ( من قبل الفنيين المختصين ) .
ويؤثر هذا المرض على طائفة نحل العسل إلى حد أن إنتاجها يتوقف والطائفة قد تموت وينتشر هذا المرض بسرعة في الطوائف الضعيفة ، وتشتد خطورته في الطوائف التي تقل فيها أعداد الشغالات وبالتالي لا تستطيع جمع مخزون كاف من الغذاء لمواجهة فصل الشتاء وقد تموت ..
وعادة تظهر الإصابة بهذا المرض في الربيع وبداية فصل الصيف . وإذا ترافقت هذه الفترة مع ظروف بيئية سيئة عند ذلك تضعف قوة الطائفة ويظهر عليها المرض بشكل واضح .
 
العامل المسبب للمرض :
يوجد عدة أنواع بكتيرية مسببة لهذا المرض وهي :
1- Melissicoccus pluton ( المسماة سابقاً Streptococcus pluton ) وهي عبارة عن مكورات سبحية أي تتوضع على شكل مكورات مثل السبحة قطرها 0.7-1.5 ميكرون وهي موجبة التفاعل بصبغة غرام .
2- Paenibacillus alvei ( المسماة سابقاً بالـ Bacillus alvei ) وهي جراثيم سلبية التفاعل بصبغة غرام عصوية طولها من 2-7 ميكرون وعرضها من 0.8- 1.2 ميكرون لها نهايات مدببة تتحرك بشكل تموجات وتتوضع بشكل مجموعات .
3-  Dacteium earydice وهي عصيات مستطيلة الشكل رفيعة ( نحيلة ) بشكل مفرد أو في سلاسل .
4-قد يتواجد أيضاً في اليرقات المصابة بالمرض البكتريا Enterococcus faecalis التي تتشابه شكلياً مع M. pluton ، وهذا النوع من البكتريا لا يتضاعف في يرقات النحل في عغياب البكتريا M. pluton ، لذلك فإن وجودها بأعداج كبيرة يمكن أن يؤخذ كدليل افتراضي لوجود مرض الحضنة الأوروبي . والنوع E. faecalis لا يحافظ على حيويته لوقت طويل عندما يجف ، ومن المحتمل أنه يأتي إلى الخلية ( الطائفة ) عن طريق النحل السارق .
يحدث مرض الحضنة الأوروبي عندما تبتلع يرقات النحل أبواغ البكتريا المسببة للمرض مع غذائها حيث تبقى هذه المسببات في تجويف المعدة وتتضاعف فيها ، وبالوقت نفسه تقوم بمنافسة اليرقات على غذائها مما يسبب موت اليرقات جوعاً ( وفقاًُ لـ Raphael2006 )
 
انتشار المرض :
هذا المرض أكثر تواجداً في البلدان الباردة عنها في البلدان ذات الجو الدافئ ، وينتشر المرض أو ينتقل بداخل الخلية أو من خلية لأخرى بالطرق التالية :
1-  العيون السداسية التي فقست فيها الحضنة قد تحتوي على البكتريا المسببة للمرض .
2-قد تتواجد هذه البكتريا في العسل وحبوب اللقاح وخصوصاً المخزنة في العيون السداسية التي لم يزال منها قشور اليرقات الميتة ( المصابة بالمرض ) وتم تقديم هذا الغذاء منها لليرقات عن طريق الشغالات المحاضنة .
3-الشغالات التي تقوم بواجبات التنظيف تعمل على نشر البكتريا خلال الخلية كلها عند محاولتها إزالة بقايا اليرقات المصابة لأنها تحتفظ بجراثيم المرض على أجزاء فمها وتنقلها للحضنة عند التغذية .
4- عند دخول النحل السارق المصاب إلى خلية أخرى سليمة أو العكس .
5- عند استخدام أدوات النحالة الملوثة فإنها تساعد في نشر المرض من خلية لأخرى .
6- النحل التائه Drifting bees المصاب عند دخوله إلى خلية سليمة .
7- عندما تتلوث أماكن شرب النحل بأجسام النحل الميت .
8-كما يمكن أن ينقل مربي النحل المرض من خلية إلى خلية من خلال مبادلة إطارات الحضنة ما بين الخلايا المريضة والسليمة .
 
دورة حياة المرض :
إن البكتريا المسببة للمرض تصيب اليرقات وهي صغيرة جداً ، ويمكن أن تصاب وهي في أي عمر من أعمارها ولكن موت اليرقات يحدث فقط عندما تبدأ الإصابة بالبكتريا المسببة للمرض في عمر مبكر لليرقة، حيث تدخل البكتريا إلى القناة الهضمية الوسطى عن طريق تناول الغذاء الملوث بها ، واليرقات المصابة التي لم تموت والتي تحتوي على البكتريا يضعف عندها نمو تطور عدد الحرير وبالتالي فإن الشرانق لا تكون كاملة التكوين كما قد تنتج عذارى صغيرة الحجم . وعند موت اليرقة المصابة فإن البكتريا تتجرثم أو تدخل في طور الراحة ، ويعتقد أنها تعيش خلال فصل الشتاء في الإطارات المخزنة أما في موسم الفيض ( الانتاج ) حيث يزداد نشاط النحل فإن المرض عادة يختفي حيث يزداد بالتبعية نشاط النحل في التخلص من اليرقات المصابة تحت تأثير الحاجة إلى أماكن لتخزين الرحيق وحبوب اللقاح ثم يعود المرض للظهور مرة ثانية عند انتهاء موسم الفيض .
 
أعراض الإصابة بالمرض :
1- تموت اليرقات وهي في وضع ملفوف أو ملتوي على شكل حرف C أو غير منتظم داخل العيون السداسية .
2-عادة تموت اليرقات وهي في العمر الرابع أو الخامس من عمرها ، وقد تموت في أطوار مختلفة حيث تكون في قاع العين السداسية أو ممتدة على جدارها ، ونسبة ضئيلة من اليرقات تموت بعد تغطيتها، كما يلاحظ أحياناً بعض العذارى ميتة .
3- عندما تموت اليرقات وهي صغيرة العمر فإن النحل لا يغطى العيون السداسية .
4-بعد الإصابة بعدة أيام تتمدد اليرقة ويتحول لونها من الكريمي الفاتح إلى الرمادي البني ( ويزداد اغمقاق اليرقة طبقاً لدرجة جفافها ) ثم البني المحروق وينتفخ جسمها .
5-محتويات اليرقات المصابة مائية ومحببة وبيضاء اللون ، وعندما تموت اليرقات تصبح أجسامها لينة طرية وغير لزجة وقد تصبح عجينة القوام .
6-تموت اليرقات غالباً قبل ثلاث أيام من دخولها طور العذراء وختم العيون السداسية وغالباً ما تستبعد من قبل الشغالات .
7-أجسام اليرقات الميتة تتحول إلى قشور جافة في قاعدة العيون السداسية ويصبح لونها بنياً غامقاً ويتم إزالتها بسهولة من قبل الشغالات ، هذا ويكون شكل هذه القشور مستديرة وتظهر فيها التفرعات البيضاء للقصبات الهوائية .
8- في مراحل متقدمة من الإصابة قد تظهر إطارات حضنة بشكل غير منتظم حيث توجد يرقات مريضة وميتة متبعثرة بين عيون تحوي يرقات سليمة ( Rophaels 2006 ) .
9-تصدر من اليرقات الميتة رائحة كريهة تشبه رائحة الخميرة وقد تزداد عند تواجد بكتريا الـ Bacillus alvei ، وقد تختفي علامات المرض عادة بشكل تلقائي من الطوائف المصابة قبل نهاية فصل النشاط لكن من المحتمل عودة المرض في السنوات اللاحقة ( Weiss 2004 ) .
10-   تتأثر يرقات الذكور ويرقات الملكات أيضاً بالمرض .
11-   إذا كانت الإصابة ناتجة عن خليط من بكتريا الحضنة الأميريكي والأوروبي فإنه يصعب التمييز في هذه الحالة .
12-لون أغطية العيون السداسية يصبح بنياً غامقاً ومثقباً وتكون الأغطية شفافية رقيقة ومن الخارج معتمة أكثر مما هو عليه على السطح الداخلي للأغطية .
·   الأعراض النموذجية لمرض الحضنة الأوروبي تتضمن موت اليرقات بشكل أسرع مما هو عليه عند الإصابة بمرض الحضنة الأميريكي ، اليرقات تكون ملتفة أو ملتوية بينما تكون مستقيمة عندما تموت نتيجة الإصابة بمرض الحضنة الأميريكي ، ويظهر في بداية المرض تحززات صفراء على جسم اليرقة وتتحول إلى اللون البني .
 
الطرق التشخيصية للمرض :
من الجدير ذكره أنه لا يمكن الاعتماد على الرائحة كمعيار لتشخيص المرض أو الإصابة لأنه قد لا يكون هناك رائحة موجودة عند الإصابة بهذا المرض ( Goodman- 2006 ) كما أن تحديد وجود المرض من خلال مشاهدة علاماته وأعراضه في الحقل هو أمر غير معتمد عليه ( Weiss – 2004 ) لذلك يتم اللجوء إلى طرق عديدة لتشخيص المرض وهي :
 
تحديد العامل المسبب ويتم ذلك بإحدى الطرق :
1- مجهريا ً  2- طريقة الزراعة على بيئة  3- الطريقة المناعية  4- تقدير الحمض النووي .
الاختبارات المصلية : لا توجد اختبارات متاحة لتمديد الأجسام المضادة في النحل ، كما لا توجد أية منتجات حيوية يمكن استخدامها في التشخيص ( Weiss – 2004 ) .
1- الطريقة المجهرية :
إن اليرقات الميتة حديثاً هي الأفضل من أجل التشخيص قبل أن يحدث التحلل ، ويتم كما يلي :
   أ-   ينزع جلد اليرقة من منطقة مركز الجسم بواسطة ملقط بحيث تترك محتويات المعدة مكشوفة على الشريحة وهي لا تزال محاطة بالغشاء المعدي اللزج الشفاف .وهذا يكون إما ممتلئاً كلياً أو جزئياً بالبكتريا التي تشاهد بسهولة على شكل نحو طباشيري أبيض .
      ب-      محتويات المعدة لليرقات السليمة التي يتم تشريحها بشكل أقل سهولة تكون بلون بني ذهبي .
   ج-    اليرقات التي تبدو سليمة قد تحوي على مزيج من البكتريا وحبوب الطلع ( Weiss – 2004 ) بعد وضع صبغة غرام وإجراء الفحص المجهري بواسطة العدسة الزيقية حيث يظهر مسببات المرض التي قد تكون عصوية أو مسبحية سالبة أو موجبة الغرام حسب نوع البكتريا المسببة للمرض .
2- طريقة الزراعة على بيئة غذائية :
إن البكتريا Melisococcus pluton هي البكتريا الأكثر تواجداً خلال المراحل المبكرة من العدوى يمكن زراعة هذه البكتريا على وسط، ويعبر عن الكميات المستخدمة بـ غ/ل أو ملغ/لتر ، وتتكون البيئة الغذائية من مستخلص الخميرة أو قسم من البيتون (10غ/ل)، سيستين (0.2-2غ/ل) جلوكوز أو زكتور (10غ/ل) ، نشاء قليل الذوبان (10غ/ل) ، KH2PO4 (100غ/لتر علماً 606=PH وآجار (2غ/ل) ، يوضع المزيج في قارورة مزودة بغطاء قابل للبرم على درجة حرارة 116 مْ لمدة 20 دقيقة ثم يسكب المزيج في أطباق تبري مباشرة قبل الاستخدام يضاف إلى الأطباق سائل مخفف لمعلق من اليرقات المصابة بشكل خطوط متعامدة بواسطة ابرة التلقيح، ثم تحفظ الأطباق ضمن الظروف الملائمة وتفحص بعد ذلك لمعرفة نوع البكتريا الموجودة (Wheiss – 2004 ) .
3- الاختبارات المناعية :
يمكن أن يحضر المصل المضاد في الأرانب أو يتم حقن الوريدي أو العضلي المفرد بـ /1مل/ من مولد الصفد الممزوج مع حجم مساوٍ من مساعد وينود الناقص ( قد يكون كاشف ) ، أجريت الاختبارات التخثر أو التضاد في أنابيب حاوية على معلق بكتيري يعادل 0.25ملغ وزن جاف/مل نقطة الموت ( النهاية ) سجلت بعد أن حقنت الأنابيب لمدة /4/ ساعات على حرارة /37مْ / (Weiss– 2004 )
 
الوقاية والعلاج :
 هم الإجراءات الوقائية والمفيدة من هذا المرض وهي :
1-  عدم السماح للنحل المريض بالدخول إلى الخلايا السليمة .
2- عدم مبادلة الإطارات ( الحضنة أو الغذائية ) بين خلايا المنحل .
3- عدم استعمال الأدوات الخاصة بالعمليات النحلية إلا بعد تعقيمها .
4- عدم إهمال خلايا النحل ، بالإضافة على ضرورة إتباع إدارة صحيحة وسليمة لخلايا المنحل .
5-فحص الطوائف بشكل دوري وبشكل خاص في بداية فصل الربيع للتأكد من خلوها من المرض لأن الفحص المبكر يزيد من فرص هروب الطائفة من الإصابة .
6-يفضل تعقيم أدوات خلية النحل دائماً وغسل المدخن والأيدي وملابس وكفوف المربي بعد العمل في الخلايا التي يشتبه بإصابتها وخاصة عند الانتقال من خلية إلى أخرى او من منحل لآخر ( Raphael – 2006 )
 
 
الإجراءات العلاجية لهذا المرض وأهمها :
1- عادة إذا كانت الإصابة خفيفة بمرض الحضنة الأوروبي في الطائفة فإنها لا تحتاج لعلاج ، وذلك لأن معظم الطوائف الجيدة تستطيع الشفاء من المرض بدون مساعدة وخاصة مع وجود موسم رحيق جيد ولكن تشتد خطورة هذا المرض في الطوائف التي تقل فيها إعداد الشغالات وبالتالي لا تستطيع جمع مخزون كافٍ من الغذاء لمواجهة فصل الشتاء وقد تموت .
2- إن ممارسة عمليات النحالة بصورة جيدة والاختبارات الجيدة لموقع المنحل له دور كبير في مكافحة المرض .
3- تغيير الملكة في الطائفة المصابة .
4-إتباع العلاج الكيماوي باستخدام المضادات الحيوية وخاصة التيراميسين أو التتراسيكلين أو الستربتومايسين خاصة عند ظهور الإصابة بإحدى أو الطوائف المنحل ، وتجري المعالجة الفورية لكل طوائف المنحل بنفس الوقت باستخدام محلول سكري بتركيز 1:1 مضاف إليه إحدى المواد العلاجية التالية :
                                 أ-         مليون وحدة دولية من البنسلين .
                              ب-      /500/ ألف وحدة دولية من الستربتومايسين.
                               ج-       /500/ ألف وحدة دولية من التيراميسين أو التتراسيلكين .
تغذى الطائفة حسب قدرتها بمقدار من 200-600مل محلول سكري مضاف إليه إحدى المواد السابقة أو أكثر مجتمعة وبفاصل زمني من يوم إلى يومين ، وتعاد التغذية حتى الشفاء
 
·   يجب على القائمين بعمليات النحالة ( المربين ) في حالة ظهور أي إصابة مرضية وتأكيدها مخبرياً إعلام الجهات المختصة من أجل تطبيق نظام الجحر وتنفيذ التعليمات الخاصة بذلك ..
 
إعـــداد
أ.د. خليل إبراهيم مكيس
                                              أستاذ الحشرات الاقتصادية ( تربية النحل ودودة القز )
                       قسم وقاية النبات بكلية الزراعة بجامعة تشرين – اللاذقية
 

المــراجــــع
 
أولاً : المراجع العربية :
1-الأنصاري ( أسامة محمد نجيب ) 1998: النحل في إنتاج العسل وتلقيح المحاصيل. الدلتا للطباعة اسبورتنج – الإسكندرية – مصر .
2-البوشي ( قاسم ) 2003 : الدليل العلمي لأمراض النحل – مشروع تطوير تربية النحل – وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي – دمشق – سورية .
3-البوشي ( قاسم ) 2004 : تشخيص آفات وأمراض نحل العسل وطرق مكافحتها – مشروع تطوير تربية النحل – وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي – دمشق – سورية .
4-حجازي ( عصمت محمد ) 1998 : آفات وأمراض نحل العسل – منشأة المعارف – الإسكندرية – مصر .
5-مكيس ( خليل مكيس ) والجندي ( عبد الكريم ) 2005 : النحل ودودة القز – مطبوعات جامعة تشرين – اللاذقية – سورية .
 
ثانيا : المراجع الأجنبية :
 
6-     Baily, L. and B. V. Ball (1991) : Haney bee Pathology. Academic press, London .
7-     Goodman , Russel and Peterkaczynski (2006) : Aquide the Diagnosis of honeybee, brood disease .
8-     Raphael, Graeme (2006): European Foulbrood disease.
9-     Shimanuki, H. And David A.K. (1991) : Diagnosis of Honey Bee Diseases. Department of Agricultune Hand book No. AH – 690 . U.S.A.
10-Weiss, Kael (2004): Manual of diagnostic tests and vaccines for terrestrial Animals, European foulbrood .
11-Ying, Christien, Peng, S. Mussen, E. Fong, A. Cheng, P. Geary, W. Montague, M. A. Jornal of Invertebrate Pathology, Issue 1, Volume 67, 2002 .
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجتمع مملكة نحل العسل

طريقه بسيطة لقياس الصفات المورفولوجية لنحل العسل - حسام فرج إبراهيم ابوشعرة

تربية خلايا بملكتين - ترجمة أحمد عبود