طائر "الوروار" مبعث قلق لمربي النحل في غزة

طائر "الوروار" مبعث قلق لمربي النحل في غزة

في هذا الوقت من العام يعبر مئات الآلاف من طائر الوروار "الشرقرق" كما هو معرف محلياً فوق قطاع غزة، بعضها يستوطن المناطق الشرقية منه للبدء في موسم التزاوج والبعض الآخر يستمر في رحلة هجرته التي تصل إلى جنوب آسيا.

وعلى الرغم من جمال الطائر وعذوبة صوته إلا أنه يمثل مصدر قلق كبير لمربي النحل، حيث يعتمد طائر الوروار في تغذيته على أكل النحل بشكل رئيس وباقي الحشرات مثل اليعسوب والذباب والدبابير وغيرها.

ويضطر عدد من أصحاب المناحل إلى تأجيل بدء تلقيح ملكات النحل إلى أن يقل انتشار طائر الوروار "الشرقرق" في المناطق الشرقية، أو الاعتماد على استخدام بعض السبل التي يمكن أن تُخيف الطائر وتمنعه من الاقتراب من المناحل.

عماد غزال أحد مربي النحل في القطاع يقول: إن طائر الوروار أو "الشرقرق" كما يسميه أهل القطاع، من أكثر الطيور التي تتسبب بأضرار على المناحل المتواجدة في قطاع غزة، حيث يصعب مكافحته ومنعه من اصطياد النحل.

وبين لـ"فلسطين" أن طائر الوروار يحب أن يستوطن في المناطق الهادئة البعيدة عن أي ضجيج، لذلك يفضل المناطق الشرقية التي تتميز بالبعد عن أي ضوضاء بالإضافة إلى وجود العديد من المناحل التي توفر له مصدر غذاء مستمرا طوال فترة بقائه.

وأضاف غزال: إن "هذا الطائر يدخل القطاع منذ شهر أغسطس ويستمر في العيش فيه إلى منتصف شهر أكتوبر، وخلال هذه الفترة يعمل على اصطياد النحل بشكل أساسي وباقي الحشرات المنتشرة في المنطقة".

ونوه إلى أنه رغم اتخاذ أصحاب المناحل لبعض الطرق لإخافته وإبعاده إلا أنه طائر ذكي يستطيع الابتعاد عن الخطر وانتظار النحل بعيداً عنه لاصطياده والتغذي عليه، لافتاً إلى أن معظم مربي النحل يضطرون لتأجيل تلقيح الملكات إلى ما بعد خروج هذه الطائر من القطاع.

آكل النحل


من جانبه، أوضح رئيس جمعية النحالين بغزة م. راتب سمور أن اسم طائر الوروار باللغة الإنجليزية هو ""Bee-eater بمعنى آكل النحل، وذلك لاعتماده الكبير في تغذيته على اصطياد النحل.

وبين لـ"فلسطين" أن هذا الطائر ينشط في هذه الفترة ويستمر نشاطه حتى تنخفض درجة حرارة المنطقة فيضطر إلى الهجرة إلى إفريقيا للحصول على جو دافئ يناسب ظروف عيشه.

وقال سمور: إن "طائر الوروار يعتاش في المناطق الحدودية التي تنتشر فيها المناحل حيث يتغذى على النحل ويصطادها وهي طائرة، لذلك هو يمثل مصدر تهديد بالذات على تربية ملكات النحل في هذه الفترة، حيث إن خسارة المربي لها يعني ضعفا ودمارا للخلية.

وأضاف:" لا يوجد طرق ذات جدوى كبيرة لمكافحة هذا الطائر إلا عبر إصدار بعض الأصوات المزعجة التي تخيف الطائر أو وضع بعض الفزاعات لإخافته"، لافتاً إلى أن الطائر سرعان ما يتعود عليها وتصبح دون جدوى.

غزة - صفاء عاشور - فلسطين أونلاين